سيد مدينة الحب
عندما يموت الاحترام ...... ينتحر الحب
( 1 )
حاولت قدر استطاعتى
أن أدخلك من أرقى أبواب التاريخ
و أن أزفك الى مدينة الحب من بوابة العظماء
لكنك أثرت ألا تدخل التاريخ
إلا من بوابة الجبابرة .... العظماء
( 2 )
وتدحرجت مدينة الحب كحجر متصلب تحت
أقدامهن
سقطت ... و أسقطتك منى
جملة انهزامية مؤلمة
دونتها فى ورقة صغيرة
و خبأتها تحت وسادتى
أقرأها كل يوم قبل النوم
أسترجع تفاصيل سقوطها
ازداد لك ولهن كرها
وأنام
( 3 )
أتعلم ؟
ما تمنيت الاحتفاظ بحبى لك
مقدار ما تمنيت الاحتفاظ باحترامى لك
وشهدت موت احترامى لك بين يدى
كأم تلقن وحيدها عبارات الموت الأخيرة
وتغرقه بدموعها و شهيق زفراتها
هو يموت
ويموت
ويموت ....
و هى تحاول عبثا
ووتتمنى برغم عمق إيمانها
أن تتحول الى إله تبث فيه الحياة
ثم تعود ... إلى بشريتها
تستغفر .... ووتتوب عن أمنيتها
ويغفر الله لنا الكثير من الأمنيات
فالله وحده العالم بالنيات
( 4 )
بعض المواقف تنتزعهم من أعيننا نزعا
تستعرضهن أمامنا عرايا إلا من حقائقهم
و تفقدهم الكثير من هيبتهم التى بجلناها
و الكثير من احترامنا الذى كان يسترهم
و يبقى الحب عاريا من الإحترام
كفتاة ليل ملطخة بطين أحذيتهم
تلتقط بقايا كرامتها من غطاء أسرتهم
وتعود الى نفسها فى آخر الليل
تفكر فى التراجع ، فيخيفها ركام ذنوبها خلفها
فتبكى بحرقة
وتتمنى الموت على ضفة شارع مهجور
فلا تموت
وتعاود فى الليلة المقبلة
طقوس ليلتها المدبرة الآثمة
و أمنية الموت .... التى لا تتحقق
( 5 )
لم تكن عاطفتى تجاهك عاهرة
ولا كانت أحلامى بك فتاة ليل آثمة
لكن .....
لم يكن قلبك سوى سرير رجل ماكر
ملوث ببقايا طهارتهن .... وقصاصات مخالبك
و ثوب أبيض لأنثى كانت نقية
غادرتك بسواد معصيتها
التى ارتكبتها باسم الحب
( 6 )
صدقنى
لم أكن عاشقة مثالية للدرجة التى تجعلنى
أتصوف وانا معك
أو أترهبن فى حضورك
ففى الحب لا نحتفظ بالكثير من المثاليات
ونتنازل عن الكثير من الأخلاق
وربما نخذل سنوات من التربية .... والعلم
ولهذا .... حاولت الاقتراب منك كثيرا
و راودتنى فكرة المغامرة معك
و تجربة ما لم أتجرأ على تجربته قبلك
و اشتهيت تذوق الحرام معك أكثر من مرة
برغم يقينى بحرمته
لكنى كلما حاولت
اصطدمت بشئ كالجدار الصلب
يقف بينى وبينك كالسد المنيع
يمنعنى و يحمينى
كان ذلك الشئ
دعاء والدى بظهر الغيب لى
و ابتهالات والدتى فى ظلمة الليل
( 7 )
كنت فى نظرى
رجلا شديد الجاذبية
فكان يكفينى أن أغمض عينى و أتخيل ملامحك
كى أتحول الى أنثى .... بمعنى كلمة أنثى
لم أكن جبل الثلج الذى ظننت
و لا دمية الخشب التى اعتقدت
ولا الجدران الصلبة التى لا تحركها عاطفة
ولا يزلزلها شوق ولا يقتلعها حب
لم أكن سوى امرأة متلهفة لرؤيتك خارج
اسوار الحلم
امرأة كما تخيلتك معها
اقشعر جسدها هيبة و رهبة
ورددت باكية :
{ اللهم أغننى معه بحلالك عن حرامك }
ترى
هل استوقفتك كلمة ( معه ) فى الجملة السابقة ؟
فالحلال مع سواك
كان فى شرع قلبى بحرمة الحرام معك
وبعد أن أرعبنا الواقع
وحدهن طاهرات الحب
يدركن أنه لا يغنى الحب عن الاحترام
إلا لدى بنات الليل .... و عاهرات الحكايات