صخب الحياة المدوي في رأسك..
و أمام عينيك حتى داخلك ....
فجأة يختفي و تصبح أنت ..
هنا فقط صورة ...
لا ترى و لا تسمع و لا تتكلم ..
ترى الكون فارغا ..
بكل ضجته ..
فارغا بكل البشر المتصارعين فيه ..
فارغا بكل المشاكل التي تتخبطك ...
فارغا بكل هموم الحياة و تواترها ...
فارغا ...
دون أصوات ...
دون بشر ...
فقط صور متحركة ....
ليس لأنهم صور ..
بل لأنك أنت لست هنا .....
أحيانا صوت الصمت يدوي في أذنيك ..
خرجوا بصمت ...
و صمتهم ذاك يصرخ أكثر من كلمة وداع ...
رآهم من البعيد ..
من البعيد جدا ..
فأي إنسان يكره لحظات الوداع....
و حتى إن لم يليها لحظات انتظار..
فهو ينتظر اللقاء..
فرغ الكون ..
و فرغ نظره ..
و حتى صوته ...
و كلماته ....
لكن قلبه مازال ممتلئا ..
حد الفيضان...