السم فى عروقه والانتقام فى دمه

Crank
السم في عروقه والانتقام في دمه..

هناك مشهد عجيب في فيلم Crank حيث نرى أحد أفراد العصابة يلعب لعبة فيديو قديمة تدعى بيرزيرك.

هناك أقاويل حول هذه اللعبة التي كانت منتشرة في الثمانينيات وكانت عبارة عن لعبة متاهات كالعادة في هذا الوقت, لكن أشهر تلك الأقاويل أن تلك اللعبة كانت تقتل البشر من فرط الإجهاد والسهر عليها.

وطبعاً كما نقول لا يوجد دخان بدون نار, ففي عام 1981 مات مراهقان بالسكتة القلبية أثناء لعبهم تلك اللعبة لمدة طويلة.

كل ما سبق كان لسبب بسيط هو أن إيقاع الفيلم اللاهث يجب أن يذكرك بتلك القصة, فلا بد أن مخرجي ومؤلفي الفيلم "مارك نيفيلدين" و"بريان تايلور" سمعا بتلك القصة أيضاً, وقصدا تماماً أن يظهرا تلك اللعبة خصيصاً ليوضحا وجهة نظرهما.

القصة والسم!!
قصة الفيلم تعتبر إعادة للفيلم القديم "حياً أو ميتاً D.O.A" باختصار هي تيمة الرجل الذي يتم قتله, فيحاول أن يستقصى عن قاتليه ليجدهم وينتقم منهم.. أشعر بعلامات التعجب تتزايد, لا بد من مزيد من التوضيح..




إننا مع "تشيف تشيليوس" الذي أداه الممثل "جاسون ستاثام", فقط في نوعية كهذه من الأفلام يمكنك أن تجد اسم البطل كهذا "تشيف تشيليوس". حسنا لقد وجد هذا الرجل نفسه ملقى على سرير أحد أعدائه وقد تم حقنه بسم بطئ جداً, في الحقيقة يعتمد السم الذي بالطبع يجب أن يكون صينياً على أن تكون هادئاً ليقتلك.. بعبارة أخرى كلما هدأ قلبك وهدأت نبضاتك كلما كانت فرصة وفاتك أسرع.. يجب عليك يا عزيزي أن تتابع الرجل الأن وهو يركض في شوارع المدينة كالملسوع, محاولاً قتل نفسه بإصابة نفسه بإرهاق عضلة القلب.

السيناريو لا يمنحك إجابات سريعة لكنك تعلم في لحظات أنه بطلنا قاتل محترف, وكعادة القتلة المحترفين فإن "تشيف" لديه من الأعداء الكثيرون, إنه يصنع عدواً في كل خطوة له. وبالطبع فإن أعداءه من طول سأمهم منه حقنوه بهذا السم الذي يحجب الإنتاج الطبيعي للإدرينالين مما يستوجب عليه أن يجعل قلبه ينبض.




وهكذا نجد "تشيف" يفعل كل ما يمكن فعله طيلة ركضه الدءوب في "لوس أنجليس", فيتعاطى المخدرات ويقفز ويقتل ويقود السيارة بسرعات جنونية, ويسرق ويتناول أي مشروبات تمنح الطاقة, يتعرى في الشارع, ويتناول الأدوية بشراهة. بالطبع لا يمكن أن ننسى الكثير من الركلات واللكمات التي أصبحت العلامة المسجلة لـ"جيسون ستاثام" في أفلامه الأخيرة مثل Transporter, كل ما سبق وقلته فعلَه وأكثر من ذلك لكنّ المرء يمكنه أن يفعل كل هذا في أسابيع, أما هو فليس لديه الوقت ولا الأمل ليعيش أسبوعاً بل إن عيشه أسبوعاً آخر أو ساعة أخرى يعتمد على هذا.

نوعية تلك الأفلام تكون مليئة بالدماء, يجب أن تقطع أزرع وأقدام لكي يجذب الفيلم المراهقين, يجب أن يمتلئ الفيلم بالبذائة ليعبر عن سرعته, وبالطبع الكثير من الجنس, وكل ذلك يتم بأسلوب سريع مرهق, ومقزز أحياناً.




الفيلم بمجمله يذكرك بأفلام المخرج "كوانتين ترانتينو" السريع المجنون, وطبعا به ذات عيب "ترانتينو" في القتل الكثير جداً غير المبرر, حتى لتشعر أن العالم قد تحول لبركة من الدماء.. نعم هناك عنف في العالم, لكن ليس بهذه الكثرة والسرعة, بدون أي احترام أو تردد إزاء القتل وهي من النقاط التي جعلت الفيلم مبتذلاً.

"ستاثام" أصبح في السنوات الست الماضية بطل الحركة الأول لهذه الألفية الجديدة. يمكن مقارنته بنظيره "بروس ويلز" في شبابه من ناحية المهارات الجسدية واللياقة وتمكنه من الكونج فو بشكل جيد, أضف لهذا وجهه الرجولي وصلعته الخفيفة التي تمنحه المزيد من الرجولة, مما يجعله أكثر وسامة من أغلب ممثلي هوليوود..

ساند الفيلم فريق عمل جيد مثل الممثلة "إيمي سمارت" في دور صديقة "ستاثام", أيضاً من الشخصيات الظريفة كانت "دوايت يوكام" في دور الطبيب, أيضاً "يفرين راميرز" في دور صغير له وهو من يعرفه كل من شاهد فيلم Napoleon Dynamite كصديق "نابوليون" المقرب "بدرو". الكل لعب دوره بإتقان.. فقط كان العيب ليس منهم لكن من السيناريو الدموي, لهذا فقط يمكن القول إن الفيلم سيعجب أي شاب يحب تلك الأشياء العنيفة, ولن يعجب أي فتاة بطبيعة الحال, ولن يمكنك أن تشاهده مع أمك أو زوجتك أو خطيبتك, أو حتى أخيك الصغير.




أرقام وطرائف
• تكلف الفيلم 12 مليون دولار وجني 29 مليون دولار من الولايات المتحدة وإنجلترا فقط.

• أخرج المخرجان الفيلم بكاميرتين في كل المشاهد حيث كانت إحداهما تصور لقطات مقربة "Close Up" في حين الأخرى كانت تصور لقطات واسعة للمشاهد ثم يتم انتقاء الأفضل.




تقييم :
6.9/10

فريق العمل:

"جاسون ستاثام" "تشيف تشيليوس"
"إيمي سمارت" "إيف"
"دوايت يوكام" "دكتور ميلز"

إخراج:
"مارك نيفيلدين" و"بريان تايلور"

الله يا نوره الفيلم ده جميل شكرا ليكى يا قمر