حوارات -> تقارير عامة: الآن اشعر بعبق الحياة بعـد أن تركت التدخين
كاتب الموضوع
رسالة
زائر زائر
موضوع: حوارات -> تقارير عامة: الآن اشعر بعبق الحياة بعـد أن تركت التدخين الإثنين مارس 24, 2008 5:42 am
* اجرى اللقاء : سليمان صالح- المشهد *
بعد ولادة ابني الأول تحاشيت التدخين في البيت، فكنت اقضي ساعات طويلة خارج البيت، حينها شعرت اني لا امنحه الحنان الكافي كأب له
هناك عدة اسباب جعلتني اقلع عن التدخين، اهمها الوازع الديني، ونجاحي في اقناع نفسي بضرورة ترك التدخين لضرره وحرمته
ربما كان يوم 12-3-2004 هو احد الأيام التي لا ينساها الأخ خالد سليمان (38عاما، متزوج واب لثلاثة ابناء،من قرية المشهد،) فهذا التاريخ هو بمثابة ذكرى سعيدة له، اذ انه قرر في هذا اليوم التوقف عن التدخين نهائيا، وذلك بعد خمسة عشر سنة قضاها مدمنا على الدخان...
اجرينا معه هذا اللقاء آملين ان يكون بمثابة رسالة نوصلها الى كل مدخن قائلين له:
" ترك التدخين ليس صعبا ابدا، والحياة اجمل بدون تدخين".
* الأخ حامد حدثنا كيف بدأت تدخن؟
-يقولون: الدخان اوله ولع وآخره دلع، فقد بدأت التدخين حين كنت في الصف الثاني عشر، حيث كنت مع مجموعة من اصدقائي وكانوا يدخنون، فعرضوا عليّ سيجارة وقالوا لي: جرب فقط، فلم امانع ودخنتها، وتكرر هذا الامر بعد ذلك لكن بشكل قليل، لكني بدأت الادمان وانا في سن 22 عاما، حيث بدأت ادخن بشكل يومي، ولم اعد استطيع الاستغناء عنه بعد ذلك.
* ما هو موقف الأهل؟
- بعد شهر او شهرين من بداية ادماني على الدخان لاحظ الاهل علي ذلك، فنصحوني بتركه وحاولوا اقناعي بالتوقف عنه، فكنت اقول لهم سأحاول، لكني استمريت في التدخين وباءت محاولاتهم في الاقناع بالفشل.
* هل تعتقد ان السبب الرئيسي لكل مدمن في بداية تدخينه هم الأصدقاء المدخنون؟
- نعم، انا اعتقد ان السبب المباشر في بداية التدخين هم الأصدقاء المدخنون، وتكون البداية بشكل خاص في جيل المراهقة حيث حب التقليد وحب تجربة واكتشاف كل شيء، وحين يرى الفرد اصدقاءه يقومون بعمل ما، فهو يحب ان يقوم بنفس الشيء، ولذلك هناك حاجة ماسة لموقف صارم من الأهل حيال هذا الموضوع، ومعرفة نوعية الأصدقاء الذين يرافقهم ابنهم.
* كيف كنت تشعر وانت تدخن؟
- في الحقيقة، لم يكن شعوري بالراحة يكتمل الا اذا دخنت،ولم اكن اشعر بنشوة كاملة الا اذا دخنت، وحين كنت اشعر ان الأجواء التي تحيط بي مريحة، كنت اشعر ان هذه الراحة ينقصها سيجارة فأدخن، والسبب في ذلك طبعا هو الادمان وتعويد الجسم على هذا.
* اي نوع كنت تدخن وكم في اليوم؟
- كنت ادخن دخانا من نوع - مالبورو- بمعدل علبة في اليوم.
* كم كانت تكلفة العلبة؟
-حوالي 20 شيقل.
* اي انك لو عملت حسابا بسيطا فقد كنت تصرف حوالي 600 شيكل شهريا على علب الدخان، وهذا يعني اكثر من 6000 شيقل سنويا، اي انك وخلال خمسة عشر عاما قضيتها في التدخين صرفت مبالغ تصل لأكثر من 100000 ( مائة الف) شيقل على السجائر.
- كلامك صحيح وهذا مبلغ خيالي كان بإمكاني استغلاله في امور مفيدة لنفسي ولعائلتي وبيتي وابنائي او حتى لمشاريع خيرية اتصدق بها على المحتاجين بدل ان اصرف هذه النقود على امور ضارة وتافهة.
* حدثنا عن الأسباب التي دعتك لترك الدخان وكيف ملكت هذه الارادة لتقلع عنه؟
- بعد ان بدأت اصلي وذلك بعد خمس سنوات من التدخين ازدادت لدي القناعات بحرمة الدخان .. قرأت كثيرا عن فتاوى تحرم الدخان، وهي تستند الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول :" لا ضرر ولا ضرار" بما معناه ان على الانسان الا يجلب لنفسه الضرر من اي جهة كانت، وقبل بضعة اشهر من توقفي عن التدخين بدأ لدي صراع داخلي بوجوب ترك الدخان.. كان لدي شعور ان الدخان محرم، وبعد ان اقتنعت بذلك كنت كلما اشتريت علبة دخان اقول لنفسي:كيف اشتري شيئا حرمه الله، وهل سيقبل الله طاعتي وانا اعصيه، وكيف اتجرع شيئا حرمه الله، فقررت ان اتركه، لكن لم يكن بإمكاني فعل ذلك، اذ ان الدخان كان قد اخذ مكانة كبيرة في جسمي، ولم يكن من السهل عليّ ان اتركه بشكل مباشر وفوري، ففكرت في امر ما ، قلت لنفسي: اذا اردت ترك الدخان فإن عليّ ان اوطد عداوة بيني وبين الدخان، عليّ ان اعتبر السيجارة عدوة لدودة لي، ولكي اوطد هذه العداوة فأنا احتاج الى مبرر لهذه العداوة، فأخذت افكر في الاضرار الكثيرة التي يسببها لي الدخان، عليّ ان اصل الى مرحلة تجعلني انفر نفورا تاما من الدخان.
اولا: التلوث الذي اسببه في البيت وفي غرف البيت، فرائحة الدخان تبقى في البيت ولا تزول بسهولة، عدا عن تلوث الهواء الذي اسببه لزوجتي وابنائي وزملائي في التدريس.
ثانيا: التكاليف المادية، فالدخان يكلفني شهريا حوالي 600 شيقل، وان عملت حسابا بسيطا سنويا فسينتج لي من هذه الحساب مبلغا كبيرا، فلماذا لا اوفر هذه المصاريف في امور مفيدة ترضي الله عز وجل.
ثالثا:بعد ولادة ابني الأول تحاشيت التدخين في البيت بجواره، فكنت اخرج خارج البيت، فشعرت حينها بحزن لأني لا امنحه الحنان الكافي كأب له، وشعرت اني قليل العطاء له.
رابعا: زوجتي كانت حاملا بالطفل الثاني فأخذت افكر في الأضرار التي سأسببها للجنين.
خامسا: حرمة الدخان التي اقتنعت بها، والتي سببت لي تأنيب الضمير.
عددت كل هذه الأسباب وصرت اذكر نفسي بها كل يوم، حتى وطدت لدي في النهاية حالة من الكراهية والنفور تجاه الدخان، حتى اقتنعت في داخلي اقتناعا تاما بضرورة الاقلاع عن التدخين.
* كيف حسمت امرك مع الدخان؟
-كان ذلك حين اصبت بالزكام الشديد، وقد لزمت الفراش خلال هذا المرض، وحتى خلال مرضي لم اتوقف عن التدخين، لكني لم اشعر بتلك النكهة التي كنت اشعر بها في السابق، بل على العكس كنت اشعر بضيق داخل جسمي من التدخين، وشعرت ان التدخين يزيد من معاناتي ومرضي، وخفت ان يسبب لي التدخين مضاعفات اكثر، حينها قررت بحزم ان اترك التدخين خاصة وانه كان لدي اقتناع مسبق بوجوب ترك التدخين، وحين تناولت السيجارة الأخيرة قلت لنفسي هذه آخر سيجارة سأدخنها، وحقا كانت السيجارة الأخيرة التي دخنتها، وها انا منذ اكثر من عامين لم اضع خلالها سيجارة في فمي بتاتا والحمد لله على نعمته.
* صف لنا شعورك في الأيام الأولى لتركك الدخان؟
- بعد ان عزمت على تركه قلت لنفسي اذا مر اليوم الأول ولم ادخن فهذا يعني اني قادر على تركه طوال العمر، ومر اليوم الأول فقررت بحزم ان لا اعود اليه ... وصدقني اني بدأت اشعر براحة في الضمير وراحة في الجسم، بدأت اشعر ان الهواء الذي اتنفسه نقي وبأني اقوم بعملية تنقية لجسمي ... بدأت اشعر براحة في البال والضمير فقد أرحت جسمي من تلك السموم، وصدقني لم تكن هناك اي صعوبة فأنا اقتنعت داخليا بأن عليّ ان اتركه.
* هل صحيح ان التدخين يخفف التوتر ويريح الأعصاب؟
-هذا الكلام غير صحيح، المدخن يدخن لأنه اعتاد عليه فقط ولأنه لا يملك الارادة ليتوقف عنه ولأنه يشعر ان راحته غير مكتملة الا اذا دخن، والسبب انه عوّد جسمه على هذه السموم.
* رسالة توجهها لمن يود ترك التدخين ويقول انه يجد صعوبة في ذلك؟
-من يقول انه من الصعب ترك التدخين فهو مخطىء ... المشكلة تكمن في ضعف الارادة ... واقول لكل من يود ترك التدخين: اذا مر عليك يوم بنهاره ولم تدخن فأنت قادر على تركه طوال العمر... فكر يوميا بالأضرار التي يسببها التدخين لك، وحاول ان تعتبر السيجارة عدوة لك لأنها مؤذية بشكل كبير. اذا نجحت بإقناع نفسك داخليا بمضار التدخين على كافة مستوياتك الشخصية فأنت ستنجح بتركه الى الأبد... انا لا اقول لك توقف عنه مرة واحدة، بل حاول في البداية التخفيف منه.. ثم التوقف عنه نهائيا... وصدقني ان الأمر غير صعب بتاتا، انت تتوهم فقط ان الأمر صعب.
* رسالة توجهها للمدخنين.
- انصحهم ان يفكروا بالأضرار التي يسببها التدخين لأنفسهم وزوجاتهم واولادهم والهواء الملوث الذي يتركونه في بيوتهم، والرائحة الكريهة التي تنبعث جراء التدخين، وكذلك الأمراض التي يسببها الدخان والميزانية الكبيرة التي يحتاجها الدخان، وصدقني فأنا اعرف اشخاصا يدخنون ب 50 شيقل يوميا، ليحسب هؤلاء كم يستهلك كل منهم مصروفا شهريا او سنويا... بالطبع سيصلون لمبالغ خيالية بإمكانهم ان يوفروها في امور مفيدة اكثر...
من يترك الدخان سيشعر ان جسمه نظيف... ومن يقول ان متعة الحياة هي مع السيجارة والتدخين فهو مخطىء ... انا الان اشعر بمتعة الحياة دون تدخين ، المتعة واللذة هي ان تسير في الحياة وفي الهواء النقي والطبيعة وانت لا تدخن ... الآن اشعر ان الهواء الذي يدخل الى جسمي نقي وغير ملوث، انا الآن اشعر بعبق الحياة ونشوتها بعد ان توقفت عن التدخين.
* حمدا لله على سلامتك من هذه الآفة.
زائر زائر
موضوع: رد: حوارات -> تقارير عامة: الآن اشعر بعبق الحياة بعـد أن تركت التدخين الجمعة أبريل 04, 2008 4:10 pm
شكرا على المعلومات تحياتى ليك
زائر زائر
موضوع: رد: حوارات -> تقارير عامة: الآن اشعر بعبق الحياة بعـد أن تركت التدخين الثلاثاء أبريل 29, 2008 4:10 pm