إبني في حضن فتاتين

حائرة: وجدت صورة لأبني في الكومبيوتر، من دون قميص مع فتاتين أجنبيتين، فصدمت. انصحوني هل أصارحه بذلك أم لا؟. مع الإشارة إلى أن إبني عمره 20 عاما، وهو طالب جامعي، ولا يأتي إلى المنزل سوى مرة في الأسبوع، ولم أخبر حتى أباه لأنه عصبي جدا، إنصحوني جزاكم الله بكل خير.

إلى السيدة أم محمد من فرنسا، الصورة التي صدمتك قد لاتكون بنظر ابنك شيئا غريبا، نظرا للأجواء المنفتحة التي يعيشها، والتي يشعر في ظلها أن ما يقوم به هو حق طبيعي له، حاله في ذلك حال أي شاب يختلط كل يوم مع فتيات ويتبادل معهن أحاسيسه، من دون أن يدرك أن ماقام به يتناقض مع أصول التربية الصحيحة التي تريدين أن ينعم بها.
إن التصور المثالي الذي رسمته في مخيلتك عن ابنك، هو الذي سبب لك الصدمة عندما اكتشفت صورته مع الفتاتين، وهذا الأمر يدعونا للسؤال: هل سبق أن تحدثتي مع ابنك بالأمور التي تخصه كشاب يواجه المغريات من كل جانب؟ وهل حاولتي الدخول إلى قلبه واكتشاف أسرار حياته بشكل ودي؟ وهل يدور بينه وبين والده شيء من هذا القبيل؟ أم أن الحياء والانشغال يمنعكما من ذلك؟.
إن ما قام به أبنك هو أمر واقع، قد يصعب تصحيحه، إذا استخدم معه أسلوب التوبيخ والتهديد، المطلوب هنا عدم تركه لوحده، والانفتاح عليه والتحدث معه باللغة التي يفهمها، والتي تجعله يفتح لك قلبه ويطلعك على أسراره، وحينها يمكن علاج المشكلة بصورة ناجعة تجنبه تكرارها.
من الأفضل عدم إخباره بأنك رأيتي صورته مع الفتاتين، لأن ذلك سيدفعه للمكابرة والامتناع عن مصارحتك، كما أن التأنيب والمجافاة قد يدفعانه للابتعاد عن العائلة، وحينها نكون قد فقدنا كل وسيلة لانقاذه.